کد مطلب:332541 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:541

من خیانات عبدالعزیز آل سعود
فی العدد (1637) من مجلة " آخر ساعة " المصریة الصادر فی (18) مایو

(1966) كتب الكاتب الفلسطینی وجیه أبو ذكری ضمن مقال طویل بعنوان (هكذا ضاعت فلسطین وهكذا تعود) یقول تحت عنوان (ملوك الذهب والصحراء!): ثم یأتی الدور الخطیر الثالث من أسباب هزیمتنا علی أرض فلسطین. وهو دور الملك عبد العزیز آل سعود. فلم یكن الشعب العربی یطلب منه رجالا أو سلاحا.. كل ما كان یرجوه أن یضغط علی أصدقائه الأمریكان. لكی یضغطوا بدورهم علی العصابات الصهیونیة. وكانت وسیلة الضغط: ذلك السلاح الرهیب الذی یملكه العرب حتی الآن ولم یحاولوا إشهاره فی وجه العدو.. سلاح البترول.. ولخطورة هذا السلاح أنقل هذه الحادثة: " انتقل الصراع إلی الأمم المتحدة. وبدأ أمریكا تلعب لعبتها القذرة لتقسیم فلسطین بین الیهود والعرب. ونشط المندوبون العرب لمحاولة إحباط المشروع الذی عرض علی الجمعیة العامة للمنظمة الدولیة، وكان بین العرب الأمیر عادل أرسلان. وذهب إلی أحد الوفود یستعطفه لیقف بجانب الحق العربی.. فقال له الرجل: " لدیكم أیها



[ صفحه 72]



العرب الورقة الرابحة. ولكنكم تخشون اللعب بها! " وأشار الرجل إلی وزیر خارجیة السعودیة وكان وقتها الأمیر فیصل - الملك الحالی - وقال له الرجل.. " لو ذهب هذا الأمیر إلی جورج ماریشال وزیر الخارجیة الأمریكیة وهدده بقطع البترول إذا ناصرت أمریكا الیهود. لوجدت هذه القاعة كلها تقف بجانب العرب. "!. ولكن.. هل هذا هو كل خیانة الرجعیة السعودیة؟.. لا.. إنها أكثر من ذلك بكثیر. وهنا.. سأترك الصدیق الراحل للملك عبد العزیز یحكی بنفسه قصة عبد العزیز وخیانته الواضحة لقضیة فلسطین.. وصدیق الملك كان سنت جون فیلبی، الذی أسلم!. واعتنق المذهب الوهابی، وأصبح مستشار الملك عبد العزیز.. یقول جون أو الحاج عبد الله فیلبی أو مستشار الملك.. فی كتابه " 40 عاما فی البحریة ": " إن مشكلة فلسطین لم تكن تبدو " لابن سعود " بأنها تستحق تعریض علاقاته الممتازة مع بریطانیا - وأمریكا أخیرا - للخطر! ویقول جون فیلبی: " وكان مستقبل فلسطین كله بالنسبة - لعبد العزیز آل سعود وآل سعود كلهم - أمرا من شأن بریطانیا الصدیقة العزیزة المنتدبة علی فلسطین. ولها أن تتصرف كما تشاء، وعلی عبد العزیز السمع والطاعة ". " وكان من أساس الاتفاق لإنشاء الوجود السعودی أن تقوم سیاسة آل سعود علی أن لا یتدخل الملك عبد العزیز وذریته من بعده بشكل من الأشكال ضد المصالح البریطانیة والأمریكیة والیهودیة فی البلاد التی تحكمها بریطانیا أو تحت انتدابها أو نفوذها ومنها فلسطین ". " وكان الملك عبد العزیز یعلن أن العرب سوف یخضعون لتقسیم فلسطین إذا فرضته بریطانیا العظمی.. وقد تقدمت لعبد العزیز باقتراح



[ صفحه 73]



للموافقة بتسلیم فلسطین كلها إلی الیهود مقابل استقلال البلاد العربیة كلها. وضمان إسكان أهلها الذین سیخرجون منها بطریقة كریمة "!. " والرجال الذین حوله كانوا لا یوافقون علی آراء الملك بالنسبة لقضیة فلسطین. فكان من رأی الملك أنه لا یری فی فلسطین ما یستحق أن یحمله علی شل علاقته ببریطانیا وأمریكا ". ویبدو أن هذه الإعجاب كان متبادلا بین بریطانیا وأمریكا وبین الملك عبد العزیز فی الفترة الأخیرة فی حیاته التی تلت الحرب العالمیة الثانیة مباشرة، وأنه قد حمله ونستون تشرشل زعیم بریطانیا علی التفكیر بأن یجعل من الملك السعودی زعیما لا ینازع للعالم العربی! ". " لقد أعلن الملك رأیه بصراحة بأن العرب لن یوافقوا علی التقسیم أو یعترفوا بأی حق للیهود فی فلسطین، ولكنهم سیذعنون حتی إذا ما فرضت بریطانیا علیهم التقسیم ". لا أعتقد أن هذه الآراء فی حاجة إلی مجرد تعلیق، ولكن - والحق یقال - إن الملك عبد العزیز قد حزن حزنا عمیقا فی أعقاب هزیمة الجیوش العربیة فی فلسطین.. واسمعوا من مستشاره - جون فیلبی - سر هذا الحزن العمیق!.. یقول جون فیلبی: ".. وكان انتقال الجزء العربی الذی احتفظ به من فلسطین إلی ملكیة عبد الله ملك الأردن أمرا أكثر مما یستطیع الملك عبد العزیز استساغته "!. " لأنه كان یرید ضمه إلیه أو إلی إسرائیل، ولذلك وقف فی الوقت نفسه موقف المعارضة من إنشاء حكومة عموم فلسطین فی قطاع غزة الذی یحتله المصریون، لأنه یخشی أن تقوی هذه الحكومة فتثیر القلاقل من جدید ضد الیهود. وقد اتفق مع تشرشل رئیس وزراء بریطانیا وكذلك مع الرئیس الأمریكی روزفلت علی توزیع الفلسطینیین فی البلاد



[ صفحه 74]



العربیة، ومن أجل ألا یكون للفلسطینیین أی كیان، قام الملك عبد العزیز آل سعود بإغراء جمال الحسینی - الذی عینته حكومة عموم فلسطین فی غزة - وزیرا لخارجیتها، أغراه عبد العزیز لیصبح من مستشاریه فی الریاض مقابل مبلغ غیر قلیل من المال بناء علی طلب من أمریكا وبریطانیا كما عمل عبد العزیز لتفتیت بقیة حكومة عموم فلسطین - بالمغریات وغیرها "!.. هذا هو الموقف الصریح للرجعیة الیهودیة السعودیة، ولكن أحدا لا ینسی بطولات الكتیبة " العربیة " التی خرجت أفرادا من الجزیرة العربیة دون رضا آل سعود، واستشهد معظمها بعد أن اشتركت فی الحرب كان مقدارها (700 رجل) ومع ذلك تبناها عبد العزیز بعد أن نالت سمعة جیدة لكنه فتتها وقال: " إن بریطانیا أرادت إقامة إسرائیل.. وستقوم إسرائیل "!!.